الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية هل من تدخّل عاجل لإنقاذ قرقنة من التوتّرات؟

نشر في  13 أفريل 2016  (13:07)

بعد عديد التراكمات والتوترات التي عاشتها جزيرة قرقنة خلال الأيام الأخيرة نفذ الأهالي يوم الثلاثاء 12 أفريل اضرابا عاما شلّ حركة كلّ المؤسسات العمومية والخاصّة وساهم في تعطيم النشاط بالكامل ويأتي هذا الاضراب كردّ فعل من مكوّنات المجتمع المدني واتحاد الشغل على سياسة التهميش واللامبالاة التي مورست على قرقنة على امتداد عدة عقود حيث كانت الوعود الواهية والمسكّنات بان قرقنة ستصبح جزيرة الأحلام من خلال دعم السياحة الايكولوجية وتوفير المؤسسات الضامنة للتشغيل لكن تنكشف اللعبة ويصاب الأهالي بالاحباط والأدهى من كل هذا ان المراوغات قد امتدت حتى بعد ثورة 14 جانفي 2011 مما ولّد نقمة ادت الى الانفجار بمجرد ان فقدت الحلول وصدم المعطّلون عن العمل بالواقع المرير.

ما ذنب بتروفاك؟

انّ من الأسباب الرئيسية التي أدت الى الانفجار هو حرص السلط الجهوية على تطبيق القانون وذلك لمحاولة فض الاعتصام الذي فرضه عدد من المعطّلين عن العمل امام مقرّ الشركة البترولية بتروفاك لمدة فاقت الشهرين وخلفت خسائر مادية هامة نتج عنها ردود فعل عكسية من طرف العاملين بالشركة والذين اعتصموا امام مقر الولاية مطالبين بحقّهم في الشغل وقد ولد هذا مواجهة غير معلنة بين الطرفين.
وفي الأثناء فقد كان مسؤولو الشركة يؤكّدون انّ الشركة ليست الطرف الرئيسي والمباشر في هذا الخلاف باعتبارها غير قادرة على تشغيل طالبي الشغل وانها ساهمت لعدة سنوات في توفير شبه حلول وذلك من خلال رصد اعتمادات للسّلط الجهوية لخلاص اصحاب الشهائد المعطّلين في إطار ما يعرف بشركات البيئة وانها غير قادرة على مواصلة ذلك وقد اعلمت رئاسة الحكومة بذلك واضافة الى هذا فان الشركة قد ساهمت ولاتزال في عملية التنمية وترصد اعتمادات هامّة للبنية التحتيّة وتطويرها.

الحوار مفتاح النّجاح

انّ مثل هذه الوضعيّة التي يسعى من خلالها كل طرف للتمسّك بموقفه هي التي ادت الى هذا الانفجار وفي غياب حوار بناء متزن بعيد عن المصالح الضيّقة وبعيدا عن التسييس الذي اضرّ بالبلاد والعباد فانّ الوضع مؤهّل للتطور. لهذا فانّ الدعوة ملحّة الى فتح قنوات الحوار والبحث عن الحلول وبرمجتها على مراحل اذا لم يكن هناك بد من ارضاء كل المحتجّين ونعتقد انّ هذا هو دور عقلاء قرقنة وحكمائها ودور الاتحاد الجهوي للشغل ومن الضّروري تدخل رئاسة الحكومة لإخراج قرقنة من ازمتها هذا طبعا مع دعوة المحتجّين الى قبول قانون اللعبة وتحمل النتائج مهما كانت منقوصة ولا تستجيب لطموحاتهم لان المهم هو عودة الأمن والأمان والقضاء على الاحتقان.

الحبيب العونلي